المولفات

المؤلفات > مناسك الحج

106

الكاظم والرضا(عليهما السلام) ـ مادّاً يده إلى السماء ودموعه تسيل على خدّيه حتّى تبلغ الأرض، فلمّا انصرف الناس قلت: يا أبا محمّد، ما رأيت موقفاً قطّ أحسن من موقفك. فقال: والله ما دعوت إلّا لإخواني؛ وذلك لأنّ أبا الحسن موسى بن جعفر(عليهما السلام) أخبرني أنّه من دعا لأخيه بظهر الغيب نودي من العرش: ولك مئة ألف ضعف مثله، فكرهت أن أدع مئة ألف ضعف مضمونة لواحدة لا أدري تُستجاب أم لا».

وإذا اقترب المغرب استحبّ للحاجّ أن يدعو بهذا الدعاء:

«اللّهمّ، إنّي أعُوذُ بِكَ من الفَقرِ، ومِنْ تَشتُّتِ الأمرِ، ومِنْ شرِّ ما يحدثُ بالليل والنّهار، أَمْسَى ظُلمي مُسْتَجِيراً بعفوك، وأمْسَى خَوفِي مُستَجيراً بأمانِكَ، وأمْسَى ذُلّي مُستَجيراً بعزّكَ، وأمْسَى وَجْهِي الفانِي البالِي مُسْتَجِيراً بِوجْهِك الباقِي، يا خَيرَ مَن سُئِل ويا أجودَ من أعطى، جلّلْني بِرَحمَتِك، وألبِسْني عافِيَتَكَ، واصرِفْ عنّي شرَّ جَمِيعِ خَلْقِكَ».

وإذا غربت الشمس دعا بهذا:

«اللّهمّ، لا تَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِن هذا الموقِفِ، وارزُقْنِيهِ مِنْ قابل أبَداً ما أبقَيتَني، وأقلبني اليومَ مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجاباً لي مَرحُوماً مَغْفُوراً لي بأفْضَلِ ما يَنْقَلِبُ بِهِ الْيومَ أحدٌ من وَفْدِك وحُجّاجِ بَيتِكَ الحَرامِ، واجْعلْني اليومَ مِنْ أكرَمِ وَفْدِكَ عليكَ، وأعطِني أفْضَلَ ما أعْطَيتَ أحداً مِنْهُم مِن الخَيرِ والبَرَكَةِ والرّحْمَةِ والرّضْوانِ والمغْفرةِ، وبارِكْ لِي فِيما أرجِعُ إليه مِن أهل أو مَال أو قَليل أو كَثير، وبارِكْ لَهُم فِيّ».