المولفات

المؤلفات > تزكية النفس من منظور الثقلين (7) التّوبة والأنابة (3)

18

فلئن كانت هذه الذنوب العظام قد حطّتها التوبة ونحن نرجو أن لا تكون لنا ذنوب من هذا المستوى، فكلّنا رجاءٌ أن يغفر الله لنا ذنوبنا بتوبتنا واستغفارنا خاصّة إذا استغفرنا ربّنا في الاسحار، وقد قال الله تعالى في وصف المتقين: ﴿كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون* وبالأسحار هم يستغفرون﴾(1). وقال ـ أيضاً ـ في وصفهم: ﴿الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار﴾(2). وأيضاً قال الله تعالى في الحوار الذي نقله بين يعقوب وأبنائه: ﴿قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنّا كنّا خاطئين* قال سوف استغفر لكم ربّي إنّه هو الغفور الرحيم﴾(3).

وقد فسّر هذا التأجيل في الاستغفار بالتأجيل إلى السحر(4).

وفي الكافي بسند صحيح عن عمر بن أُذينة قال: «سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: إنّ في الليل لساعة ما يوافقها عبد مسلم ثم يصلّي ويدعو الله عزّ وجلّ فيها إلّا استجاب له في كل ليلة، قلت: أصلحك الله وأيّ ساعة هي من الليل؟ قال: اذا مضى نصف الليل وهي السدس الأول من أوّل النصف»(5).


(1) السورة 51، الذاريات، الآيتان: 17 ـ 18.
(2) السورة 3، آل عمران، الآية: 17.
(3) السورة 12، يوسف، الآيتان: 97 ـ 98.
(4) راجع أُصول الكافي 2/477، باب الأوقات والحالات التي تُرجى فيها الإجابة من كتاب الدعاء، الحديث 6.
(5) راجع التهذيب. / 117، الحديث 441.