المولفات

المؤلفات > تزكية النفس من منظور الثقلين (4) حقائق عن التّصوّف

3

راحتي يا إخوتي في خلوتي
وحبيبي دائماً في حـضرتي
لـم أجده عن هواه عوضاً
وهواه في البرايا مـحنتي
حـيثما كـنتُ أُشاهدْ حسنه
فـهو مـحرابي إليه قبلتي
إنْ أمتْ وجداً وما ثـمّ رضا
واعَنائي في الورى واشقوتي
يا طبيبَ القلبِ يا كلَّ المنى
جدْ بوصل منكَ يشفي مُهْجتي
يا سـُروري وحـياتي دائماً
نشأتي مـنكَ وأيضاً نشوتي
قد هجرت الخلقَ جَمْعاً أرتجي
منكَ وصْلاً فهو أقصى مُنيتي

وقيل ـ أيضاً ـ: إنّه قال لها ذات يوم سفيان الثوري: صفي لي درجة إيمانك واعتقادك بالله جلَّ وعلا، فقالت رابعة: إنّي لا أعبد الله شوقاً إِلى الجنّة، ولا خوفاً من جهنم، وإنّما أعبده لكمال شوقي إليه، ولأداء شرائط العبوديّة. وبعد ذلك أنشأت هذه المناجاة:

اُحبّك حبّين حبَّ الهوى
وحبّـاً لأنّك أهـلٌ لـذاك
فأمّا الذي هو حبُّ الهوى
فشغلي بذكراك عمّن سواك
وأمّا الـذي أنت أهلٌ له
فحبٌّ شُغِلتُ به عن سواك
فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي
ولكنْ لك الحمد في ذا وذاك(1)

ولنعم ما قال الشيخ ذبيح الله المحلاّتي في كتاب (رياحين الشريعة)(2)تعليقاً على هذه المطالب المنقولة عن رابعة العدويّة، وهو: أنّ هذه الامرأة عاصرت ثلاثة أئمّة: الإمام زين العابدين (عليه السلام) والإمام الباقر (عليه السلام) والإمام الصادق (عليه السلام)، ولا يوجد ـ برغم هذا ـ في كلماتها اسم ولا رسم عن أهل البيت (عليهم السلام) الذين هم أحد الثقلين. والوليّ الحقيقي لله سبحانه هو الذي يتراود مع آل بيت الرسول (صلى الله عليه و آله) لا مع سفيان الثوري وحسن البصري.


(1) سفينة البحار 5/198.
(2) راجع خدمات متقابل اسلام وايران: 646.