المولفات

المؤلفات > تزكية النفس من منظور الثقلين (4) حقائق عن التّصوّف

2

2 ـ رُوِيَ أنّ علي بن الحسين (عليه السلام) رأى يوماً الحسن البصري وهو يقصّ عند الحجر الأسود، فقال له (عليه السلام): «أترضى يا حسن نفسك للموت؟ قال: لا، قال: فعملك للحساب؟ قال: لا، قال: فثمّ دار للعمل غير هذه الدار؟ قال: لا، قال: فلله في أرضه معاذٌ غير هذا البيت؟ قال: لا، قال: فلِمَ تشغل الناس عن الطواف»(1).

3 ـ وقيل لعليّ بن الحسين (عليه السلام) يوماً: «إنّ الحسن البصري قال: ليس العجب ممّن هلك كيف هلك؟ وإنّما العجب ممّن نجا كيف نجا.

فقال (عليه السلام): أنا أقول: ليس العجب ممن نجا كيف نجا، وأمّا العجب ممّن هلك كيف هلك مع سِعة رحمة الله»(2).

وقد يقال: إنّ أول من سُمّي باسم الصوفي أو بذر مسلك التصوّف بين المسلمين هو: أبو هاشم الكوفي(3).

وقد رُوِيَ عن الإمام العسكري (عليه السلام) عن الصادق (عليه السلام): بشأن أبي هاشم الكوفي: إنّه كان فاسد العقيدة جدّاً، وهو الذي ابتدع مذهباً يقال له: التصوّف(4).

وممّن اشتهر بكونه من الصوفيّة: سفيان الثوري. وقيل: إنّه تلميذ لأبي هاشم الصوفي(5).

وكذلك ممّن اشتهر بذلك امرأة اسمها رابعة العدويّة، ويبالغون فيها وفي قداستها وعظمتها وكشفها وشهودها وما إِلى ذلك: وقيل إنّ سفيان الثوري كان يطرح عليها مسائله، وكان يتعظ بمواعظها.

وقيل ـ أيضاً ـ: إنّه حينما توفّي عنها زوجها أراد الحسن البصري أن يتزوج بها، فطرحت رابعة اسئلة على حسن البصري، وعجز الحسن عن الجواب، فحينما رأت رابعة خلوَّ الحسن البصري عن تلك المعارف امتنعت من قبول طلبه، وأرسلت إِليه الأبيات التالية:


(1) خدمات متقابل اسلام وايران: 644 ـ 645 بحسب طبعة انتشارات صدرا التي هي الطبعة الثامنة.(2) الوسائل 27/18 ـ 19، الباب. من صفات القاضي، الحديث 6.(3) البحار 78. 153.(4) نفس المصدر.(5) راجع خدمات متقابل اسلام وايران: 643، وجلوه حق لآية الله مكارم: 19.