المولفات

المؤلفات > تزكية النفس من منظور الثقلين (4) حقائق عن التّصوّف

11

روى العلاّمة الحلّي (رحمه الله) في منهاج الكرامة أنّه مرّ الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) ذات يوم في طريقه على باب بشر فسمع من البيت صوت الملاهي والأغاني والرقص، وخرجت من البيت جارية تحمل الوساخات التي تجمع من البيت بالمكنسة، فصبّتها في خارج البيت، فقال لها الإمام (عليه السلام) يا جارية هل صاحب هذا البيت حرّ أو عبد؟ فقالت: بل حرّ، فقال (عليه السلام): صدقتِ لو كان عبداً لكان يخشى مولاه. فلمّا رجعت الجارية إِلى البيت كان سيّدها بشر جالساً على مائدة الخمر، فسألها عن سبب تأخيرها، فقصّت الجارية له ما جرى بينها وبين الإمام من الحديث لدى الباب، فأثّر ذلك في نفس بشر، وخرج حافياً إِلى الإمام (عليه السلام)، وبكى واعتذر وتاب على يده (عليه السلام) (1).

وعلى أيّة حال، فلو ثبت أنّ بعض هؤلاء كانوا من الصوفيّة ومع ذلك كانوا يحبّون الإمام المعصوم (عليه السلام) أو يستفيدون من معينه بعض الفوائد، فهذا لا يبرّر صحة طريقهم، فإنّ الإمام (عليه السلام) لا يبخل حتى بهداية المنحرفين الذين لا يقبلون رفض انحرافهم من الأساس، ولكنّهم يقبلون ببعض الإرشادات الصحيحة.


(1) عيون أخبار الرضا 1/82 ـ 83.