المولفات

المؤلفات > تزكية النفس من منظور الثقلين (3) علائم فاضحة

20

فقد روى السيد الخوئي (رضوان الله تعالى عليه) (1) عن ابن شهرآشوب في المناقب الجزء الرابع باب إمامة أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) أنه قال: ذكر ابن الشهرزوري في مناقب الأبرار: أنّ معروف الكرخي كان من موالي علي ابن موسى الرضا (عليه السلام)، وكان أبواه نصرانيين، فسلّما معروفاً إِلى المعلّم وهو صبيّ، وكان المعلم يقول له: قل ثالث ثلاثة، وهو يقول: بل هو الواحد، فضربه المعلم ضرباً مبرحاً، فهرب ومضى إِلى الرضا (عليه السلام)، وأسلم على يده، ثُمّ إنّه أتى داره فدقّ الباب، فقال أبوه: مَنْ بالباب؟ فقال: معروف، فقال: على أيّ دين؟ قال: على ديني الحنيفي، فأسلم أبوه(2) ببركات الرضا (عليه السلام). قال معروف: فعشت زماناً. ثمّ تركت كلما كنت فيه إلّا خدمة مولاي علي بن موسى الرضا (عليه السلام). وعن ابن خلكان وغيره نظير ذلك.

وعلى أيّة حال، فتصوّف معروف الكرخي غير ثابت لدينا، كما أنّ كونه من خدّام الإِمام الرضا (عليه السلام) ليس قطعيّاً عندنا، فإنّ خلوّ كتبنا الرجاليّة طرّاً عن ذكره وعلى الخصوص خلوّ كتاب عيون أخبار الرضا (عليه السلام) عن نقل رواية عنه (عليه السلام) بواسطته ممّا يريب الفطن في اختصاصه بالرضا (عليه السلام).

وقبره في عصرنا الحاضر في بغداد لا يزوره عادة إلّا السُنّة، وهم يمجّدون به. وتفترض الصوفيّة أنّه كان من أكابرهم، ويقول الشيخ المامقاني (رحمه الله): لم يُنقَل عنه ما يقضي بالتصوّف، وإنّما نسب المتصوّفون إليه التصوّف رواجاً لطريقتهم الفاسدة، وهذه عادة أهل المذاهب الفاسدة ينسبون إِلى مؤمن تقيّ مذهبهم كذباً وبهتاناً؛ لترويج مذهبهم الفاسد، أليس ينسبون التصوّف إِلى أمير المؤمنين (عليه السلام) البريء منهم ومن مسلكهم؟!(3).


(1) في معجم الرجال 18/231. راجع ـ أيضاً ـ تنقيح المقال 3/228.
(2) هكذا ورد فيما عندي من نسخة معجم رجال الحديث، ولكن ورد في تنقيح المقال: أسلم أبواه.
(3) تنقيح المقال 3/229.