المولفات

المؤلفات > منهاج الصالحين

7

والفرق العلميّ والعمليّ بين التمسّك بكلّ من السيرة المتشرّعيّة والعقلائيّة. وعلى خلاف ذلك فقد خصّصت المدرسة الاُصوليّة للسيّد الشهيد(قدس سره) مبحثاً مستقلاًّ لكيفيّة التمسّك بالسيرة، ويمتدّ تأثير هذا البحث إلى بحث حجّيّة خبر الواحد وحجّيّة الظهور اللفظيّ؛ إذ إنّ أهمّ ما يستدلّ به على هذين البحثين هو السيرة بشقّيها، وما لم تتّضح حدود التمسّك بالسيرة وصلاحيّتها في مقام الاستدلال لا يمكن الخروج بنتائج واضحة ومحدّدة في هذين البحثين.

2 ـ كيفيّة الجمع بين الحكم الظاهريّ والواقعيّ:

وقد أسّست هذه المدرسة لمبنىً جديد في كيفيّة الجمع المذكور مبتن على تفسير جديد لحقيقة الحكم الظاهريّ قائم على أساس أنّ الأحكام الظاهريّة خطابات تعيّن الأهمّ من الملاكات والمبادئ الواقعيّة حين يتطلّب كلّ نوع منها الحفاظ عليه بنحو ينافي ما يضمن به الحفاظ على النوع الآخر. وهذا النوع من التزاحم بين ملاكات الأحكام الواقعيّة لدى اشتباه المكلّف وشكّه أسمته بالتزاحم الحفظيّ، وصوّرت للأحكام الظاهريّة فيه دور ترجيح الأهمّ ملاكاً من الأحكام على الأقلّ أهمّيّة عند وقوع هذا النوع من التزاحم.

وهذا منهج جديد من البحث لم يكن مألوفاً لدى الاُصوليّين ويختلف اختلافاً جوهريّاً عمّا تعارف عندهم، وتمتدّ تأثيرات هذا المنهج على مباحث اُخرى من علم الاُصول من قبيل البحث عن حقيقة الفرق بين الأمارات والاُصول، والبحث عن حجّيّة مثبتاتهما، والبحث عن كون الاستصحاب أمارة أو أصلاً.

3 ـ حجّيّة القطع:

ترى هذه المدرسة الاُصوليّة أنّ حجّيّة القطع ليست من اللوازم الذاتيّة للقطع، أي: لا تدور مدار ذات القطع كما يقول به المشهور من الاُصوليّين، بل تدور مدار مولويّة المولى تعالى، ولمّا كانت مولويّة المولى تعالى تدور مدار مطلق انكشاف التكليف سواء على مستوى الاحتمال أو القطع كان العبد مسؤولاً عقلاً عن تكاليف المولى