المولفات

المؤلفات > الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع

99

هؤلاء القوم وإنّهم ذرّيّة بعضها من بعض، يجري لآخرهم ما يجري لأوّلهم، فقالوا صدقت يا أميرالمؤمنين، ثمّ نهض القوم.

فلمّا كان من الغد أحضر الناس وحضر أبو جعفر(عليه السلام) وسار القوّاد والحجّاب والخاصّة والعمّال لتهنئة المأمون وأبي جعفر(عليه السلام)، فاُخرجت ثلاث أطباق من الفضّة فيها بنادق مسك وزعفران، معجون في أجواف تلك البنادق رقاع مكتوبة بأموال جزيلة وعطايا سنيّة وإقطاعات، فأمر المأمون بنثرها على القوم من خاصّته، فكان كلّ من وقع في يده بندقة أخرج الرقعة التي فيها والتمسه فأطلق يده له، ووضعت البدر فنثر ما فيها على القوّاد وغيرهم، وانصرف الناس وهم أغنياء بالجوائز والعطايا، وتقدّم مأمون بالصدقة على كافّة المساكين، ولم يزل مُكرماً لأبي جعفر(عليه السلام) معظّماً لقدره مدّة حياته، يؤثره على ولده وجماعة أهل بيته». انتهى الحديث.

وهناك مناظرة اُخرى بين يحيى بن أكثم والإمام الجواد(عليه السلام) طريفة جدّاً أذكرها بالمناسبة:

ورد في البحار(1) عن الاحتجاج قال: «رُوي أنّ المأمون بعد ما زوّج ابنته اُمّ الفضل أبا جعفر(عليه السلام) كان في مجلس وعنده أبو جعفر(عليه السلام)ويحيى بن أكثم وجماعة كثيرة، فقال له يحيى بن أكثم: ما تقول يا ابن


(1) بحار الأنوار 50: 80 ـ 83.