المولفات

المؤلفات > الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع

94

يختار لهم يوماً للاجتماع، فأجابهم إلى ذلك.

فاجتمعوا في اليوم الذي اتّفقوا عليه، وحضر معهم يحيى بن أكثم، وأمر المأمون أن يفرش لأبي جعفر دست(1) ويجعل له فيه مسورتان(2) ففعل ذلك، وخرج أبو جعفر وهو يومئذ ابن تسع سنين وأشهُر فجلس بين المسورتين، وجلس يحيى بن أكثم بين يديه، وقام الناس في مراتبهم، والمأمون جالس في دست متّصل بدست أبي جعفر(عليه السلام).

فقال يحيى بن أكثم للمأمون: يأذن لي أميرالمؤمنين أن أسأل أبا جعفر عن مسألة؟ فقال له المأمون: استأذنه في ذلك فأقبل يحيى بن أكثم فقال: أتأذن لي ـ جعلت فداك ـ في مسألة؟ فقال أبو جعفر(عليه السلام): سل إن شئت.

قال يحيى: ما تقول ـ جعلت فداك ـ في محرم قتل صيداً؟

فقال أبو جعفر(عليه السلام): قتله في حِلّ أو حرم؟ عالماً كان المحرم أو جاهلاً؟ قتله عمداً أو خطأً؟ حرّاً كان المحرم أو عبداً؟ صغيراً كان أو كبيراً؟ مبتدئاً بالقتل كان أو معيداً؟ من ذوات الطير كان الصيد أم من


(1) الدست هنا صدر البيت، وهو معرّب يقال له بالفارسيّة اليوم: «شاه نشين».

(2) المسورة بكسر الميم متّكأً من أدم، أي: من الجلود المدبوغة.