المولفات

المؤلفات > الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع

85

وقدرته يطرح هذا السؤال نفسَه:

وهو: ما السبب في عدم إقامة الإمام الرضا(عليه السلام) للحكم الإسلاميّ؟!

يبدو لنا ـ والله العالم ـ أنّ تسلّمه(عليه السلام) لزمام الحكم الإسلاميّ كان يمكن افتراضه بأحد شكلين:

الشكل الأوّل: أن يثور هو على الوضع القائم.

وهنا يتمّ جواب اُستاذنا (رحمة الله عليه) الذي ذكره في ما ورد في كتاب (أئمّة أهل البيت)(1).

وحاصله: أنّه بالرغم من كلّ هذا النموّ المتزايد في القواعد الشعبيّة للإمام(عليه السلام) كان يعلم الإمام وكان يعلم كلّ شخص عميق ـ بملاحظة الظروف الموضوعيّة ـ بأنّ الإمام(عليه السلام) ليس على مستوى تسلّم زمام الحكم; لأنّ الحكم الذي يريد أن يتسلّمه الإمام(عليه السلام) غير الحكم الذي يمكن الوصول إليه بمثل هذه القواعد الشعبيّة، أي: إنّ هذه القواعد الشعبيّة التي كانت موجودة في العالم الإسلاميّ كانت تهيّء الإمام(عليه السلام)لتسلّم زمام الحكم على مستوى ما يتسلّمه أيّ زعيم آخر، فبإمكان الإمام الرضا(عليه السلام) أن يتسلّم زمام الحكم على النحو الذي يتسلّمه المنصور، أو الذي يتسلّمه أبو السرايا، أو على النحو الذي يتسلّمه الأمين أو المأمون، فإنّ هذه القواعد الضخمة يمكن أن تمدّه بالجيوش


(1) الصفحة: 390 ـ 393.