المولفات

المؤلفات > الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع

77

قال: فاجمع وجوه مملكتك والقوّاد والقضاة وخيار الفقهاء لاُبيّن نقصه بحضرتهم، فيكون أخذاً له عن محلّه الذي أحللته فيه على علم منهم بصواب فعلك.

قال: فجمع الخلق الفاضلين من رعيّته في مجلس واحد قعد فيه لهم وأقعد الرضا(عليه السلام) بين يديه في مرتبته التي جعلها له، فابتدأ هذا الحاجب(1) المتضمّن للوضع من الرضا(عليه السلام)وقال له: إنّ الناس قد أكثروا عنك الحكايات وأسرفوا في وصفك بما أرى أنّك إن وقفت عليه برئت إليهم منه، فأوّل ذلك أنّك دعوت الله في المطر المعتاد مجيئه فجاء، فجعلوه آية لك معجزة أوجبوا لك بها أن لا نظير لك في الدنيا وهذا أميرالمؤمنين ـ أدام الله ملكه وبقاءه ـ لا يوازن بأحد إلّا رجح به وقد أحلّك المحلّ الذي عرفت، فليس من حقّه عليك أن تسوّغ الكاذبين لك وعليه ما يتكذّبونه.

فقال الرضا(عليه السلام): ما أدفع عباد الله عن التحدّث بنعم الله عليّ وإن كنت لا أبغي أشراً ولا بطراً، وأمّا ذكرك صاحبك الذي أجلّني فما أحلّني إلّا المحلّ الذي أحلّه ملك مصر يوسف الصدّيق(عليه السلام)وكانت حالهما ما قد علمت.

فغضب الحاجب عند ذلك فقال: يا ابن موسى، لقد عدوت طورك


(1) يعني حميد بن مهران.