المولفات

المؤلفات > الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع

75

بالإمام موسى(عليه السلام) عن طريق السجن ولكن المأمون أحسّ بضرر ذلكعلى مُلك أبيه وسيطرته على الوضع، فبدّل الاُسلوب من اُسلوب السجن باُسلوب جعل الإمام الرضا(عليه السلام) تحت النظر بكلّ توقير واحترام.

ومن الروايات التي تكشف النقاب عن نوايا مأمون الخبيثة ما ورد في البحار(1): من رواية مفصّلة في قصّة طلب المأمون من الإمام الرضا(عليه السلام) الاستسقاء حينما احتبس المطر واستجابة الإمام(عليه السلام) له، وبالتالي نزول البركة في البلاد بدعاء الرضا(عليه السلام)، فذكر بعض حسّاد الإمام للمأمون: يا أميرالمؤمنين، اُعيذك بالله أن تكون تأريخ الخلفاء(2) في إخراجك هذا الشرف العميم والفخر العظيم من بيت وُلْد العبّاس إلى بيت وُلْد عليّ، ولقد أعنت على نفسك وأهلك، جئت بهذا الساحر وَلَدِ السحرة وقد كان خاملاً فأظهرته، ومتّضعاً فرفعته، ومنسيّاً فذكّرت به، ومستخفّاً فنوهّت به، قد ملأ الدنيا مخرقة(3)


(1) بحار الأنوار 49، ب 14: 180 ـ 185، الحديث 16.

(2) «أن تكون تأريخ الخلفاء» قال المجلسي: كناية عن عظم تلك الواقعة وفظاعتها بزعمه، فإنّ الناس يؤرّخون الاُمور بالوقائع والدواهي.

(3) قال المجلسي: أي: شعبدة وسحراً، كما يظهر من استعمالاتهم وإن لم نجد في اللغة... . وفي بعض النسخ مخرفة بالفاء من الخرافات.