المولفات

المؤلفات > الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع

74

أبواب الدنيا وأبواب الخلافة على البلاد على طريقتنا تركوا اُطروحتهم وجاؤوا إلينا.

والنقطة الرابعة ـ التي كانت ذات دور كبير في هذه العمليّة ـ: هي محاولة عزل الإمام الرضا(عليه السلام)عن قواعده الشعبيّة، ووضعه في سياج يحكم بعزله عن الاتّصال بشيعته، وفي الواقع إنّ عمليّة العزل بين الإمام وبين القواعد الشعبيّة كانت من الخصائص العامّة للمرحلة الثالثة والتي بدأت بالإمام الرضا(عليه السلام).

والروايات عندنا تدلّ على أنّ الإمام الرضا(عليه السلام) حينما انتقل من المدينة إلى إيران كان معه حاجبه، وكان هذا الحاجب من خواصّ الإمام الرضا(عليه السلام)، وكانت تُجمَع الأموال للإمام الرضا(عليه السلام) من مختلف أرجاء العالم الإسلاميّ على يد هذا الحاجب، إلّا أنّ هذا الحاجب باع ضميره وباع دينه بدنياه، فتعامل مع المأمون واشتراه المأمون، فأصبح جاسوساً وعيناً على الإمام الرضا(عليه السلام) لحساب المأمون ولحساب الفضل بن سهل، فكان لا ينطق الإمام الرضا(عليه السلام) بكلام ولا يتحرّك أو يتّصل بأحد إلّا وتأتي الأخبار للمأمون(1).

أقول: وخلاصة الكلام هي: أنّ سياسة المأمون هي عين سياسة أبيه هارون، وهي فصل الإمام عن قواعده، إلّا أنّ هارونَ فعل ذلك


(1) عيون أخبار الرضا(عليه السلام) 2:153.