المولفات

المؤلفات > الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع

71

النقطة الثانية ـ من النقاط التي يمكن افتراض أنّها تمثّل زاويةً اُخرى من زوايا نفس المأمون ـ: هي أنّه كان يعيش مشاكل تلك القوى الشعبيّة للإمام الرضا(عليه السلام)ومدرسة الإمام عليّ(عليه السلام) في كلّ أرجاء العالم الإسلاميّ، فكان يريد أن يثبّت هذه القواعد الشعبيّة لنفسه، وكان يريد أن يشتري رضاها واستسلامها ومواكبتها للوضع الحاكم عن طريق ضمّ قائدها الأمثل وإمامها الفكريّ واُمثولتها العليا إلى جانبه ووضعه.

وهذا الموضوع أيضاً التفت إليه الإمام الرضا(عليه السلام) وأحبطه، وذلك أن سجّل منذ اليوم الأوّل أنّه لم ينضمّ إلى جهاز المأمون، وإنّما هو مجرّد قبول على أساس إصرار من قبل الخليفة مأمون لا أكثر ولا أقلّ، ولهذا اشترط في الوثيقة التأريخيّة التي كتبها الإمام الرضا(عليه السلام): أنّي لا اُمارس أيّ نوع من أنواع السلطة في جهاز الدولة الإسلاميّة(1).

 


(1) إشارة إلى ما ورد في البحار ـ ج 49: 129 ـ 130 ـ تكملةً للحديث السابق: «قال المأمون له: فإن لم تقبل الخلافة ولم تحبّ مبايعتي لك فكن وليّ عهدي، لتكون لك الخلافة بعدي»:

فقال الرضا(عليه السلام): «والله لقد حدّثني أبي عن آبائه، عن أميرالمؤمنين، عن رسول الله(صلى الله عليه وآله): أنّي أخرج من الدنيا قبلك مقتولاً بالسمّ مظلوماً تبكي عليّ ملائكة السماء وملائكة الأرض، واُدفن في أرض غربة إلى جنب هارون