المولفات

المؤلفات > الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع

68

وكلّ هذه الاعتراضات كانت ناتجة عن أنّ أصحاب الإمام موسى بن جعفر(عليه السلام)لم يربطوا بين هذا التحوّل المظهريّ في تصرّفات الإمام الرضا(عليه السلام) عن خطّ آبائه وبين السلوك الموضوعيّ للمرحلة، ولهذا حاولوا الاعتراض عليه من هذه الناحية.

وأفاد اُستاذنا الشهيد(رحمه الله) ـ في المصدر نفسه(1) ـ حول «ما هي الدوافع الحقيقيّة للمأمون في تنصيبه الإمام وليّاً للعهد»: أنّ موقف المأمون قد يفسّر على أساس إيمانه بخطّ الإمام عليّ(عليه السلام)، ولكن الواقع أنّ هذا ليس يعني أنّ هذا هو الدافع المطلق الحقيقيّ الذي تعيشه كلّ أبعاد نفس المأمون، فمن الممكن أنّه كانت هناك زاوية في خطّ المأمون تكشف بين حين وحين آخر عن تأثّره بخطّ الإمام عليّ(عليه السلام)، لكنّه



وأنا أقول لكم: إن أخذ هارون من رأسي شعرة فاشهدوا أنّي لست بإمام». راجع روضة الكافي: 257، الحديث 371.
ومنها: ما رواه أيضاً عن الكافي، عن يونس، عمّن ذكره: «قال: قيل للرضا(عليه السلام): إنّك متكلّم بهذا الكلام والسيف يقطر الدم. فقال: إنّ لله وادياً من ذهب حماه بأضعف خلقه النمل، فلو رامته البخاتي لم تصل إليه». الكافي 2: 59، الحديث 11.
(1) أعني: (أئمّة أهل البيت): 393 ـ 398.