المولفات

المؤلفات > الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع

65

هذه هي الكوفة التي خانت الحسين(عليه السلام) والتي تركت زيداً وحفنةً من الأصحاب، فهذه الكوفة بعد مئة وخمسين من وقعة الحسين(عليه السلام)وبعد أقلّ من مئة سنة من وقعة زيد وقفت تدافع أربع سنين عن شخص آخر سار في خطّ الإمام الحسين وخطّ زيد.

فهذه الاستجابة دليل على نموّ القاعدة الشعبيّة.

وترى أنّه حينما أرسل الفضل بن سهل رسله إلى الكوفة ليأخذ البيعة بولاية العهد لعليّ بن موسى الرضا(عليه السلام) امتنعت الكوفة عن ذلك وقالوا: لا نبايع عليّ بن موسى الرضا بولاية العهد، بل نبايعه بالخلافة(1).

ويبدو أنّ الإمام الرضا(عليه السلام) حينما تسلّم زمام المسؤوليّة والإمامة في هذه المرحلة الثالثة قام بنشاط لم يكن اعتياديّاً على مستوى الشيعة، فتقول الرواية: إنّ الإمام الرضا(عليه السلام) لمّا تسلّم زمام المسؤوليّة بعد وفاة أبيه قام بجولة في العالم الإسلاميّ، وسافر من المدينة إلى البصرة بعد أن أرسل رسولاً إلى البصرة أنّه انتظروا خلال ثلاثة أيّام فسوف يأتي الإمام الرضا(عليه السلام)، فأتى الإمام الرضا(عليه السلام) بعد ثلاثة أيّام في وقت كانت الشيعة متهيّئين تهيّأً كاملاً


(1) تأريخ الطبري 7: 143 ـ 144.