المولفات

المؤلفات > الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع

64

وكان أهمّ هذه الحركات تحرّك ذاك الرجل العظيم محمّد بن إبراهيم طباطبا(1)، هذا الرجل الذي خرج من المدينة إلى الكوفة وأعلن عن نفسه بالكوفة، وطرح شعار البيعة للرضا من آل محمّد(عليهم السلام).

وهذا الشعار كان من خصائص ثوّار آل محمّد(صلى الله عليه وآله)، حيث استبدلت البيعة بالشخص بعنوانه إلى البيعة بهذا العنوان الإجماليّ منذ أن ثار زيد بن عليّ(عليه السلام)(2) إلى أن تتابع الثوّار من آله ومن آل الإمام الحسن(عليه السلام)، وكان الشعار الذي يطرح هو «الرضا من آل محمّد» لكي يكون الشعار منسجماً مع مضمون القضيّة الإسلاميّة من دون إحراج للشخص الواقعيّ الذي يمثّل القضيّة في كلّ حين.

وهذا النموّ المتزايد نعرفه عن طريق ردود فعل هذه الثورات في العالم الإسلاميّ، وكان ردّ الفعل لثورة طباطبا أن وقفت الكوفة معه أربع سنين وقاوموا جيوش العبّاسيّين جيشاً بعد جيش فتنهزم الجيوش من أمامه.

 


(1) مقاتل الطالبيين: 344 ـ 354. وتأريخ الطبري 7: 117 ـ 118.

(2) إشارة إلى الرواية الصحيحة السند الواردة في الوسائل 15: ب 13 من جهاد العدوّ: 50، الحديث 1، وفيها: «ولا تقولوا: خرج زيد، فإنّ زيداً كان عالماً وكان صدوقاً، ولم يدعكم إلى نفسه، وإنّما دعاكم إلى الرضا من آل محمّد(صلى الله عليه وآله)، ولو ظفر لوفى بما دعاكم إليه...».