المولفات

المؤلفات > الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع

63

فقال له المأمون: أحسنت، ووصله من المال بمثل الذي وصل به كافّة الشعراء وفضّله عليهم.

وقد ذكر اُستاذنا الشهيد(رحمه الله)(1) أنّ الدور الثاني لأئمّتنا(عليهم السلام) انتهى بالإمام موسى بن جعفر(عليه السلام)لكي يبدأ الدور الثالث بالإمام عليّ بن موسى الرضا(عليه السلام) الذي كان يعمل ـ بحسب بادئ الأمر والنظر(2) ـ لتسلّم زمام الحكم.

وأفاد (رضوان الله عليه): أنّ عصر الإمام الرضا(عليه السلام) سادته عدّة مناورات قام بها قادة من آل عليّ وطلاّب مدرسته وملأوا العالم الإسلاميّ من الكوفة إلى البصرة إلى مكّة والمدينة وإلى اليمن، وأين ما كنت تذهب كنت ترى هناك قائداً يحكم باسم الإمام عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، ويحمل شعارات الإمام عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) بالرغم من أنّ بغداد بقيت تحت تبعيّة الخلافة العبّاسيّة، وكلّ هذا ببركة الزخم الذي حصلت عليه مدرسة الإمام عليّ(عليه السلام) نتيجة جهود أئمّة الدور الثاني، فهذه المناورات والثورات كثرت واتّسعت في زمان الرضا(عليه السلام)، وبغداد طوّقت بهذه الحركات.

 


(1) راجع (أئمّة أهل البيت) الذي هو تجميع محاضرات لاُستاذنا الشهيد(رحمه الله): 382 ـ 398.

(2) يعني أنّه وإن كان بالدقّة يعلم(عليه السلام) أنّه لم يحن وقت تسلّم زمام الحكم بالعدل لكنّه كان يقترب في ظاهر الحال من ذلك.