المولفات

المؤلفات > الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع

62

 

 

لمحة عن الإمام عليّ بن موسى الرضا(عليه السلام)

 

اُحبّ أن أبتدأ الحديث عن الإمام الرضا(عليه السلام) بذكر الأبيات المنسوبة إلى أبي نواس.

روي في البحار(1) عن عيون أخبار الرضا(عليه السلام)، عن عليّ بن محمّد بن سليمان النوفلي قال: إنّ المأمون لمّا جعل عليّ بن موسى الرضا(عليه السلام)وليّ عهده فالشعراء قصدوا المأمون، ووصلهم بأموال جمّة حين مدحوا الرضا(عليه السلام)، وصوّبوا رأي المأمون في الأشعار دون أبي نواس، فإنّه لم يقصده ولم يمدحه، ودخل إلى المأمون فقال له: يا أبا نواس، قد علمت مكان عليّ بن موسى الرضا منّي وما أكرمته به فلماذا أخّرت مدحه وأنت شاعر زمانك وقريع دهرك؟! فأنشأ يقول:

قيلَ لي أنتَ أوحدُ الناسِ طرّاً
في فنون من الكلامِ النبيهِ
لكَ من جوهرِ الكلامِ بديعٌ
يثمرُ الدرّ في يدي مجتنيهِ
فعلى ما تركتَ مدح ابنِ موسى
والخصال التي تجمّعنَ فيهِ؟!
قلتُ لا أهتدي لمدحِ إمام
كانَ جبريلُ خادماً لأبيهِ(۲)!


(1) ج 49، ص 235.
(2) وروى المجلسي ـ المصدر السابق: 236 ـ عن إعلام الورى:
قلتُ لا أستطيعُ مدحَ إمام *** كان جبريلُ خادماً لأبيهِ