المولفات

المؤلفات > الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع

52

رسول الله(صلى الله عليه وآله) ويقولون لكم يا بني رسول الله وأنتم بنو عليّ، وإنّما ينسب المرء إلى أبيه، وفاطمة إنّما هي وعاء، والنبيّ جدّكم من قبل اُمّكم؟

فقال(عليه السلام): يا أميرالمؤمنين، لو أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) نُشِر فخطب إليك كريمتك هل كنت تُجيبه؟ فقال: سبحان الله، ولِمَ لا اُجيبه؟؟ بل أفتخر على العرب والعجم وقريش بذلك. فقال(عليه السلام): لكنّه لا يخطب إليّ ولا اُزوّجه. فقال: وَلِمَ؟ قال(عليه السلام): لأنّه ولدني ولم يلدك. فقال: أحسنت يا موسى(1).

ثمّ قال: كيف قلتم: إنّا ذرّيّة النبيّ، والنبيّ لم يعقّب، وإنّما العقب للذكر لا للاُنثى، وأنتم وُلد الإبنة، ولا يكون لها عقب؟(2). فقال(عليه السلام): أسألك بحقّ القرابة والقبر ومن فيه إلّا ما أعفيتني عن هذه المسألة. فقال: لا أو تخبرني بحجّتكم فيه يا وُلدَ عليّ وأنت يا موسى يعسوبهم وإمام زمانهم كذا اُنهي إليّ، ولست اُعفيك في كلّ ما أسألك عنه حتّى


(1) ولم يكن قادراً على ردّه; لأنّ عدم جواز زواج الجدّ الاُمّيّ من كريمة الابن متّفق عليه بين الشيعة والسنّة.

(2) هذا هو عين المنطق الجاهليّ القائِل:

«بنونا بنو أبنائنا وبناتنا *** بنوهنّ أبناء الرجال الأباعد»

وهذا هو المنطق الذي ردّه الله تعالى بقوله الكريم: ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الاَْبْتَر﴾، سورة 108 الكوثر، الآية: 3.