رسول الله(صلى الله عليه وآله) ويقولون لكم يا بني رسول الله وأنتم بنو عليّ، وإنّما ينسب المرء إلى أبيه، وفاطمة إنّما هي وعاء، والنبيّ جدّكم من قبل اُمّكم؟
فقال(عليه السلام): يا أميرالمؤمنين، لو أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) نُشِر فخطب إليك كريمتك هل كنت تُجيبه؟ فقال: سبحان الله، ولِمَ لا اُجيبه؟؟ بل أفتخر على العرب والعجم وقريش بذلك. فقال(عليه السلام): لكنّه لا يخطب إليّ ولا اُزوّجه. فقال: وَلِمَ؟ قال(عليه السلام): لأنّه ولدني ولم يلدك. فقال: أحسنت يا موسى(1).
ثمّ قال: كيف قلتم: إنّا ذرّيّة النبيّ، والنبيّ لم يعقّب، وإنّما العقب للذكر لا للاُنثى، وأنتم وُلد الإبنة، ولا يكون لها عقب؟(2). فقال(عليه السلام): أسألك بحقّ القرابة والقبر ومن فيه إلّا ما أعفيتني عن هذه المسألة. فقال: لا أو تخبرني بحجّتكم فيه يا وُلدَ عليّ وأنت يا موسى يعسوبهم وإمام زمانهم كذا اُنهي إليّ، ولست اُعفيك في كلّ ما أسألك عنه حتّى
(1) ولم يكن قادراً على ردّه; لأنّ عدم جواز زواج الجدّ الاُمّيّ من كريمة الابن متّفق عليه بين الشيعة والسنّة.
(2) هذا هو عين المنطق الجاهليّ القائِل:
«بنونا بنو أبنائنا وبناتنا *** بنوهنّ أبناء الرجال الأباعد»
وهذا هو المنطق الذي ردّه الله تعالى بقوله الكريم: ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الاَْبْتَر﴾، سورة 108 الكوثر، الآية: 3.