وهذا هو الذي يفسّر لنا أنّ الإمام الكاظم(عليه السلام) برغم أنّه من أ ئمّة الدور الثاني من الأدوار الثلاثة يُوجد في حياته ما يشير إلى بدايات الدور الثالث.
ونشير هنا إلى عدد من مواقفه ومواجهاته المباشرة الصريحة ضدّ هارون:
فمنها: ما رواه في كشف الغمّة(1)، ولعلّه أوّل تلك المواقف أو من أوائلها، وهو ما يلي:
لمّا دخل الرشيد المدينة توجّه لزيارة النبيّ(صلى الله عليه وآله) ومعه الناس، فتقدّم إلى قبر رسول الله(صلى الله عليه وآله)فقال: «السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا ابن عمّ» مفتخراً بذلك على غيره، فتقدّم موسى(عليه السلام)إلى القبر وقال: «السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبة»، فتغيّر وجه الرشيد وتبيّن الغيظ فيه.
أقول: وكأنّما بقيت هذه القصّة في نفس الرشيد، ولهذا فاتح الإمام(عليه السلام) حول اُبوّة رسول الله(صلى الله عليه وآله)لهم(عليهم السلام)بالبحث والنقاش حينما اُدخِل على الرشيد، والرواية مفصّلة(2)، وأنا أقتطع منها مقطعاً:
قال الرشيد: «لِمَ جوّزتم للعامّة والخاصّة أن ينسبوكم إلى
(1) كشف الغمّة 3:21.
(2) اُنظر: بحار الأنوار 48:127 ـ 129.