المولفات

المؤلفات > الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع

46

السلاح، وذلك إنّما يفتح للدم، يفتحه صاحب السيف للقتل»(1).

ولا بأس بالإشارة في نهاية هذا البحث إلى أنّ اُستاذنا الشهيد(رحمه الله)كان يرى ـ على ما ورد في كتاب (أئمّة أهل البيت(عليهم السلام)) الذي هو تجميع لمحاضراته(رحمه الله) من قبل المؤتمر العالميّ للإمام الشهيد الصدر، ص 382 ـ 383 ـ: أنّ أئمّة الدور الثاني(عليهم السلام) قاموا بجهدين بأشكالهما المختلفة:

أحدهما: هو جهد التثقيف الفكريّ والتوعية العقائديّة والرساليّة بالشكل الشيعيّ، وهذا ما كان يمارسه أئمّة هذا الدور ممارسة مباشرة واضحة.

وثانيهما: جهد يمشي موازياً مع هذا الجهد، وهوالجهد الذي انطلق من دم الحسين(عليه السلام)، وهو العمل المسلّح ضدّ الطغاة وتزعّم المعركة لتحريك الضمير الثوريّ عند الاُمّة الإسلاميّة.

إلّا أنّه لم يكن بإمكان أئمّة الدور الثاني تزعّم ذلك بالمباشرة وبالمكشوف فقاموا بإذن عامّ لكلّ مسلم يمارس عمله ضدّ الطواغيت الحاكمين وقتئذ، وقد بدأ بهذا الإذن إمامنا زين العابدين(عليه السلام)حينما ذهب إليه محمّد بن الحنفيّة يستشيره فيما عليه طلب المختار، فأعطى(عليه السلام)بياناً لم يكن يخصّ المختار، بل كان بحسب ما كانت تدلّ عليه


(1) المصدر السابق: 240، الحديث 3.