المولفات

المؤلفات > الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع

40

أخبرني عنك بما ذكرت.

فقال: أحضره يا أميرالمؤمنين ليواقفني على ذلك.

فأحضر الرجل المذكور، فقال له المنصور: أنت سمعت ما حكيت عن جعفر؟ فقال: نعم. فقال له أبو عبد الله(عليه السلام): فاستحلفه على ذلك. فقال له المنصور: أتحلف؟ قال: نعم، وابتدأ باليمين، فقال له أبو عبد الله(عليه السلام): دعني يا أميرالمؤمنين اُحلّفه أنا. فقال له: افعل.

فقال أبو عبد الله(عليه السلام) للساعي: قل: برئت من حول الله وقوّته والتجأت إلى حولي وقوّتي لقد فعل كذا وكذا جعفر، وقال كذا وكذا جعفر(1). فامتنع هُنيئة ثمّ حلف بها، فما برح حتّى ضرب برجله(2)، فقال أبو جعفر: جُرّوا برجله وأخرِجوه لعنه الله.

قال الربيع: وكنت رأيت جعفر بن محمّد(عليه السلام) حين دخل على المنصور يحرّك شفيته، وكلّما حرّكهما سكن غضب المنصور حتّى أدناه منه ورضي عنه، فلمّا خرج أبو عبد الله(عليه السلام) من عند أبي جعفر اتّبعتُه فقلت: إنّ هذا الرجل كان من أشدّ الناس غضباً عليك، فلمّا دخلت عليه كنت تحرّك شفتيك، وكلّما حرّكتهما سكن غضبه، فبأيّ شيء كنت


(1) يعني: برئت من حول الله وقوّته والتجأت إلى حولي وقوّتي إن كنتُ كاذباً.

(2) كأنّ المقصود: وقع المرض في رجله فقتله به.