المولفات

المؤلفات > الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع

29

قال: فولّى من عنده وهو يقول: أنت والله أعلم الناس حقّاً حقّاً، فأتى هشاماً فقال له: ما صنعت؟

قال: دعني من كلامك هذا، والله أعلم الناس حقّاً حقّاً، وهو ابن رسول الله(صلى الله عليه وآله) حقّاً».

وممّا يؤيّد تمكّن مولانا الباقر(عليه السلام) من بناء الكتلة الحقيقيّة للإسلام الحقيقيّ ـ وهو التشيّع ـ بمستوىً واسع ما مضى من قول هشام: «هذا نبيّ أهل الكوفة»; فإنّ هذا التصريح ونحوه يدلّ على مدى العمل الاجتماعيّ للإمام الباقر(عليه السلام) وتمكّنه من تربية ثلّة عقائديّة تؤمن بخطّ أهل البيت(عليهم السلام).

فصحيح أنّ التشيّع اُعطي من زمن رسول الله(صلى الله عليه وآله) واُعلن على الملأ العامّ حينما قال: «ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم، قالوا اللّهمّ بلى. قال: من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه»، بل طرحه رسول الله(صلى الله عليه وآله)على الملأ العامّ في بدء دعوته العلنيّة، فقد روى الطبرسيّ في تفسير مجمع البيان لدى تفسير قوله تعالى: ﴿وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الاَْقْرَبِينَ﴾(1)عن البراء بن عازب أنّه قال: لمّا نزلت الآية جمع رسول الله(صلى الله عليه وآله)بني عبد المطّلب وهم يومئذ أربعون رجلاً، فأمر عليّاً(عليه السلام)برِجل شاة فأدمها(2)، ثمّ قال: ادنوا بسم الله، فدنا القوم عشرة عشرة فأكلوا حتّى


(1) سورة 26 الشعراء، الآية: 214.

(2) أي: جعل فيها إداماً يؤكل أو جعلها إداماً يُؤكل.