تبدّل يومئذ؟
فقال أبو جعفر(عليه السلام): أرض تبقى خبزة يأكلون منها حتّى يفرغ الله عزّ وجلّ من الحساب.
فقال نافع: إنّهم عن الأكل لمشغولون.
فقال أبو جعفر(عليه السلام): أهم يومئذ أشغل أم إذ هم في النار؟
فقال نافع: بل إذ هم في النار.
قال: فوالله ما شغلهم; إذ دعوا بالطعام فاُطعِمُوا الزقّوم ودعوا بالشراب فسُقوا الحميم.
قال: صدقت يا ابن رسول الله. ولقد بقيت مسألة واحدة.
قال: وماهي؟ قال: أخبرني عن الله ـ تبارك وتعالى ـ متى كان؟
قال: ويلك متى لم يكن حتّى اُخبرك متى كان، سبحان من لم يزل ولا يزال فرداً صمداً لم يتّخذ صاحبة ولا ولداً.
ثمّ قال: يا نافع، أخبرني عمّا أسألك عنه.
قال: وما هو؟
قال: ما تقول في أصحاب النهروان؟ فإن قلت: إنّ أمير المؤمنين قتلهم بحقّ، فقد ارتددت(1)، وإن قلت: إنّه قتلهم باطلاً فقد كفرت.
(1) أي: ارتددت ورجعت عن مذهبك. أراد(عليه السلام) الاحتجاج عليه فيما كان يعتقده من رأي الخوارج.