المولفات

المؤلفات > الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع

26

فقال: أخبرني كم بين عيسى وبين محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) من سنة؟

قال: اُخبرك بقولي أو بقولك؟

قال: أخبرني بالقولين جميعاً.

قال: أمّا في قولي فخمس مئة سنة(1)، وأمّا في قولك فستّ مئة سنة. قال: فأخبرني عن قول الله عزّوجلّ لنبيّه: ﴿وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ﴾(2)، من الذي سأل محمّد(صلى الله عليه وآله)وكان بينه وبين عيسى خمس مئة سنة؟ قال: فتلا أبو جعفر(عليه السلام) هذه الآية: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا﴾(3)، فكان من الآيات التي أراها الله تبارك وتعالى محمّداً(صلى الله عليه وآله)حيث أسرى به إلى بيت المقدّس: أن حشر الله ـ عزّ ذكره ـ الأوّلين والآخرين من النبيّين والمرسلين، ثمّ أمر جبرئيل(عليه السلام) فأذّن شفعاً وأقام شفعاً وقال في


(1) قال المجلسيّ: «هذا هو الذي دلّت عليه أكثر أخبارنا في قدر زمان الفترة، وقد روى الصدوق(رحمه الله)في كتابه (كمال الدين) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى العطّار، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن سعد بن أبي خلف، عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال: كان بين عيسى وبين محمّد(صلى الله عليه وآله)خمس مئة عام، وهذا هو الصحيح». مرآة العقول 25: 286.

(2) سورة 43 الزخرف، الآية: 45.

(3) سورة 17 الإسراء، الآية: 1.