المولفات

المؤلفات > الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع

165

الأوائل (سلام الله عليهم)، وهي فكرة «مجاري الاُمور والأحكام بيد العلماء بالله الاُمناء على حلاله وحرامه»(1)، ولولا ذلك لكانت تنتهي الغيبة الكبرى إلى ضياع الشيعة ودمارهم، وبالتالي إلى ضياع الإسلام ودماره.

وأخيراً بودّي أن اُنبّه على أنّ علائم الظهور القريبة من قبيل: الصيحة والسفيانيّ لم يقع شيء منها حتّى الآن، وعلائم الظهور العامّة على قسمين:

القسم الأوّل: ما ثبت لنا بالتواتر، من قبيل: امتلاء الدنيا ظلماً وجوراً، وهذا ما حصل حتّى الآن يقيناً.

والقسم الثاني: بعض الاُمور الثابتة بأخبار الآحاد، وهذه ليست متيقّنة، والأخبار فيها متضاربة.

إلّا أنّ الذي آمله هو أن تكون العلامة الحقيقيّة هي التي بدأنا في زماننا نشاهد إرهاصاتها، فإنّا نعلم أنّ الإمام الحجّة يقوم بعد الظهور إلى السفر إلى فلسطين وينزل عيسى(عليه السلام) كي يصلّي خلفه، وفلسفة ذلك واضحة لدينا، وهي: أنّ مقاتلة الكفّار ومنهم القاطنون في فلسطين المحتلّة غير شرعيّة وغير معقولة من قبل إمام الرحمة (عجّل الله فرجه) من دون البدء بإتمام حجّة واضحة عليهم حتّى يهتدي الكثيرون منهم،


(1) هذه رواية مرويّة عن أميرالمؤمنين(عليه السلام) في تحف العقول: 238.