المولفات

المؤلفات > الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع

159

وكانت توقيعات صاحب الأمر(عليه السلام) تخرج على يدي عثمان بن سعيد وابنه أبي جعفر محمّد بن عثمان إلى شيعته وخواصّ أبيه أبي محمّد(عليه السلام)بالأمر والنهي والأجوبة عمّا تسأل الشيعة عنه إذا احتاجت إلى السؤال فيه، بالخطّ الذي كان يخرج في حياة الحسن(عليه السلام)(1)، فلم تزل الشيعة مقيمةً على عدالتهما إلى أن توفّي عثمان بن سعيد(رحمه الله)(2).

وأيضاً روي عن جمع من الشيعة قالوا: «اجتمعنا إلى أبي محمّد الحسن بن عليّ(عليه السلام)نسأله عن الحجّة من بعده وفي مجلسه أربعون رجلاً، فقام إليه عثمان بن سعيد بن عمرو العمريّ فقال له: يا ابن رسول الله، اُريد أن أسألك عن أمر أنت أعلم به منّي(3)، فقال له: اجلس يا عثمان. فقام مغضباً ليخرج(4)، فقال: لا يخرجنّ أحد. فلم يخرج منّا أحد إلى أن كان بعد ساعة فصاح(عليه السلام) بعثمان فقام على قدميه


(1) وهذا أيضاً من ألطاف الله سبحانه الذي جعل خطّ الإمام الحجّة (عجّل الله فرجه) في توقيعاته المباركة عين خطّ أبيه(عليه السلام)، كي لا تحسّ الشيعة باختلاف الوضع من بعد الغيبة إلى أن يألفوا الوضع بهدوء وسكون القلب وعدم الانفطار.

(2) المصدر السابق: 346.

(3) أي: أنت أعلم بما في نفوسنا من سؤال.

(4) كأنّه(رحمه الله) فهم من قول الإمام «اجلس يا عثمان» الردّ على ما طلبه، فيئس وأراد الخروج، فقال الإمام(عليه السلام): لا يخرجنّ أحد.