المولفات

المؤلفات > الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع

155

 

الغيبة الصغرى:

روى في البحار(1) عن غيبة الشيخ الطوسي وعن الخرائج، عن رشيق صاحب المادراي قال: «بعث إلينا المعتضد ونحن ثلاثة نفر، فأمرنا أن يركب كلّ واحد منّا فرساً ويجنب آخر(2) ونخرج مخفَّفين لا يكون معنا قليل ولا كثير إلّا على السرج مصلّى، وقال لنا: الحقوا بسامرّة ووصف لنا محلّةً وداراً، وقال: إذا أتيتموها تجدوا على الباب خادماً أسود، فاكبسوا الدار ومن رأيتم فيها فائتوني برأسه، فوافينا سامرّة، فوجدنا الأمر كما وصفه وفي الدهليز خادم أسود وفي يده تكّة(3) ينسجها، فسألناه عن الدار ومن فيها. فقال: صاحبها. فوالله ما التفت إلينا وقلّ اكتراثه بنا، فكبسنا الدار كما أمرنا، فوجدنا داراً سرّية(4)، ومقابل الدار سترٌ ما نظرتُ قطّ إلى أنبل منه كأنّ الأيدي رفعت عنه في ذلك الوقت(5)، ولم يكن في الدار أحد.

 


(1) بحار الأنوار 52: 51 ـ 52.

(2) لعلّ الصحيح: وبجنب آخر، أي: يكون بعضنا بجنب بعض.

(3) التكّة: رباط السروال.

(4) أي: مستورة.

(5) أي: سترٌ نبيلٌ جديد كأنّ الناسجين رفعوا يدهم عن نسجه في ذلك الوقت.