المولفات

المؤلفات > الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع

148

فلمّا دنوت من الدار راجعاً استقبلني عيسى الخادم عند الباب الثاني فقال: يقول لك مولاي ـ أعزّه الله ـ: لِمَ ضربت البغل وكسرت رجل الباب؟! فقلت له: يا سيّدي، لم أعلم ما في رجل الباب. فقال: ولِمَ احتجت أن تعمل عملاً تحتاج أن تعتذر منه، إيّاك بعدها أن تعود إلى مثلها، وإذا سمعت لنا شاتماً فامض لسبيلك التي اُمرت بها، وإيّاك أن تُجاوب من يشتمنا(1) أو تعرّفه من أنت، فإنّا ببلد سوء ومصر سوء، وامضِ في طريقك، فإنّ أخبارك وأحوالك تردّ إلينا، فاعلم ذلك».

وأمّا الموقف الرابع ـ وهو موقفه(عليه السلام) من التمهيد للغيبة ـ: فلولا أنّه (سلام الله عليه) قد مهّد تمهيداً كبيراً لغيبة ولده وترويض الشيعة على ذلك لتفطّرت قلوب الشيعة بغيبته، ولولا تقسيم حالة الغيبة إلى الصغرى والكبرى لما كانت للشيعة قدرة تحمّل الغيبة الكبرى، وبرغم تواتر النصوص على غيبة الإمام المهدي ـ عجّل الله فرجه ـ من زمن آبائه(عليهم السلام) لم يكن ذلك كافياً لتهيّؤ الشيعة نفسيّاً لتحمّل ذلك، إلّا أنّه(عليه السلام)قد أحكم التمهيد لذلك بما يلي:

فأوّلاً: حجب الإمام المهديّ(عليه السلام) عن أعين الناس مع إظهاره لبعض خاصّته فحسب قليلاً.

 


(1) أي: إيّاك أن تشاتمه.