المولفات

المؤلفات > الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع

142

منّا الاعتراض عليه في هذا أو في غيره؟ فقال له أبو محمّد: أتؤدّي إليهما اُلقيه إليك؟ قال: نعم. قال: فصر إليه وتلطّف في مؤانسته ومعونته على ما هو بسبيله، فإذا وقعت الاُنسة في ذلك فقل: قد حضرتني مسألة أسألك عنها، فإنّه يستدعي ذلك منك فقل له: إن أتاك هذا المتكلّم بهذا القرآن هل يجوز أن يكون مراده بما تكلّم منه غير المعاني التي قد ظننتها أنّك ذهبت إليها؟ فإنّه سيقول لك: إنّه من الجائز; لأنّه رجل يفهم إذا سمع. فإذا أوجب ذلك فقل له: فما يُدريك لعلّه قد أراد غير الذي ذهبت أنت إليه، فتكون واضعاً لغير معانيه(1)، فصار


(1) فمثلاً قد يقال: يوجد لدينا قوله تعالى: ﴿يُدَبِّرُ الاَْمْرَ مِنَ السَّماء إِلَى الاَْرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْم كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَة مِّمَّا تَعُدُّونَ﴾ . سورة 32 السجدة، الآية: 5. ويوجد لدينا أيضاً قوله تعالى: ﴿تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْم كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَة﴾ . سورة 70 المعارج، الآية: 4. وهذا يعني بيان مقدارين متخالفين ليوم القيامة، فإن جاء صاحب هذا الكلام وأبدى معنىً آخر لكلامه، فانظر هل أنّ كلامه يتحمّل هذا المعنى الآخر أو لا، فإن كان لا يتحمّل معنىً آخر فلك الحقّ في فرض ذلك تناقضاً للقرآن، أمّا إن كان يتحمّل معنىً آخر كأن يقول: إنّ في القيامة خمسين موقفاً، وكلّ واحد منه مقدار ألف سنة، والمجموع خمسون ألف سنة، فليس لك هذا الحقّ.