المولفات

المؤلفات > الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع

124

أبو الحسن(عليه السلام) من الدار: يا سعيد، مكانك حتّى يأتوك بشمعة، فلم ألبث أن أتوني بشمعة، فنزلت، فوجدت عليه جبّة من صوف وقلنسوة منها وسجّادته على حصير بين يديه هو مُقبل على القبلة، فقال لي: دونك البيوت.

فدخلتها وفتّشتها فلم أجد فيها شيئاً ووجدت البدرة مختومة بخاتم اُمّ المتوكّل وكيساً مختوماً معها، فقال أبو الحسن(عليه السلام): دونك المصلّى، فرفعت فوجدت سيفاً في جفن غير ملبوس فأخذت ذلك وصرت إليه.

فلمّا نظر إلى خاتم اُمّه على البدرة بعث إليها فخرجت إليه، فسألها عن البدرة، فأخبرني بعض خدم الخاصّة أنّها قالت له: كنت نذرت في علّتك إن عوفيت أن أحمل إليه من مالي عشرة آلاف دينار، فحملتها إليه، وهذا خاتمك على الكيس ما حرّكها.

وفتح الكيس الآخر وكان فيه أربع مئة دينار، فأمر أن يضمّ إلى البدرة بدرة اُخرى وقال لي: احمل ذلك إلى أبي الحسن، واردد عليه السيف والكيس بما فيه، فحملت ذلك إليه واستحييت منه وقلت: يا سيّدي، عزّ عليّ بدخول دارك بغير إذنك، ولكنّي مأمور به. فقال لي: ﴿سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَب يَنقَلِبُون﴾(1)».

 


(1) سورة 26 الشعراء، الآية: 227.