المولفات

المؤلفات > الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع

123

أبي الحسن عليّ بن محمّد(عليه السلام)مالاً جليلاً من مالها.

وقال له الفتح بن خاقان: لو بعثت إلى هذا الرجل ـ يعني أبا الحسن ـ فسألته فإنّه ربّما يكون عنده صفة شيء يفرّج الله به عنك. قال: ابعثوا إليه. فمضى الرسول ورجع فقال: خذوا كُسب(1) الغنم فديّفوه بماء ورد وضعوه على الخُراج، فإنّه نافع بإذن الله.

فجعل من بحضرة المتوكّل يهزأ من قوله، فقال لهم الفتح: وما يضرّ من تجربة ما قال، فوالله إنّي لأرجو الصلاح به. فاُحضر الكُسب ودُيّف بماء الورد ووُضع على الخُراج فانفتح وخرج ما كان فيه، وبُشّرت اُمّ المتوكّل بعافيته، فحملت إلى أبي الحسن(عليه السلام) عشرة آلاف دينار تحت ختمها، فاستقلّ(2) المتوكّل من علّته.

فلمّا كان بعد أيّام سعى البطحائي بأبي الحسن(عليه السلام) إلى المتوكّل فقال: عنده سلاح وأموال. فتقدّم المتوكّل إلى سعيد الحاجب أن يهجم ليلاً عليه، ويأخذ ما يجد عنده من الأموال والسلاح، ويحمل إليه.

فقال إبراهيم بن محمّد: قال لي سعيد الحاجب: صرت إلى دار أبي الحسن(عليه السلام) بالليل ومعي سلّم، فصعدت منه إلى السطح، ونزلت من الدرجة إلى بعضها في الظلمة، فلم أدر كيف أصل إلى الدار، فناداني


(1) الكُسب ثفل الدهن.

(2) أي: ارتفع.