المولفات

المؤلفات > الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع

119

4 ـ روى في البحار(1) عن المسعودي في مروج الذهب ما يلي:

«سُعي إلى المتوكّل بعليّ بن محمّد الجواد(عليه السلام) أنّ في منزله كُتباً وسلاحاً من شيعته من أهل قم، وأنّه عازم على الوثوب بالدولة. فبعث إليه جماعةً من الأتراك فهجموا داره ليلاً، فلم يجدوا فيها شيئاً، ووجدوه في بيت مغلق عليه، وعليه مدرعة من صوف وهو جالس على الرمل والحصى، وهو متوجّه إلى الله تعالى يتلو آيات من القرآن.

فحُمل على حاله تلك إلى المتوكّل وقالوا له: لم نجد في بيته شيئاً ووجدناه يقرأ القرآن مستقبل القبلة، وكان المتوكّل جالساً في مجلس الشرب، فدخل عليه والكأس في يد المتوكّل.

فلمّا رآه هابه وعظّمه وأجلسه إلى جانبه وناوله الكأس التي كانت في يده، فقال: والله ما يخامر لحمي ودمي قطّ فاعفني، فأعفاه، فقال: أنشدني شعراً. فقال(عليه السلام): إنّي قليل الرواية للشعر. فقال: لابدّ، فأنشده(عليه السلام) وهو جالس عنده:

باتوا على قللِ الأجبالِ تحرسُهم
غلبُ الرجالِ فلم تنفعهُم القللُ
واستنزلوا بعد عزّ من معاقلهم
واُسكنوا حفراً يا بئسَ ما نزلوا
 


(1) بحار الأنوار 50: 211 ـ 212.