المولفات

المؤلفات > الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع

118

فمال المتوكّل إلى ذلك رجاء أن يذهب من غير أن يكون له في أمره صنع، فقال: يا أبا الحسن، لِمَ لا تكون أنت ذلك؟ قال: ذاك إليك. قال: فافعل. قال: أفعل. فاُتي بسلّم وفتح عن السباع وكانت ستّة من الاُسد، فنزل أبو الحسن إليها، فلمّا دخل وجلس صارت الاُسود إليه، فرمت بأنفسها بين يديه ومدّت بأيديها ووضعت رؤوسها بين يديه، فجعل يمسح على رأس كلّ واحد منها، ثمّ يشير إليه بيده إلى الاعتزال، فتعتزل ناحية حتّى اعتزلت كلّها وأقامت بإزائه.

فقال له الوزير: ما هذا صواباً. فبادر بإخراجه من هناك قبل أن ينتشر خبره، فقال له: يا أبا الحسن، ما أردنا بك سوءاً وإنّما أردنا أن نكون على يقين ممّا قلت، فاُحبّ أن تصعد، فقام وصار إلى السلّم وهي حوله تتمسّح بثيابه.

فلمّا وضع رجله على أوّل درجة التفت إليها وأشار بيده أن ترجع، فرجعت وصعد.

فقال(عليه السلام): كلّ من زعم أنّه من ولد فاطمة فليجلس في ذلك المجلس.

فقال لها المتوكّل: انزلي. قالت: الله الله ادّعيت الباطل، وأنا بنت فلان، حملني الضرّ على ما قلت. قال المتوكّل: ألقوها إلى السباع، فاستوهبتها والدته(1)».

 


(1) أي: والدة المتوكّل.