المولفات

المؤلفات > الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع

105

الصوفيّة أو الفاطميّة التي تحجب بين رأس الدعوة وبين قواعد هذه الدعوة، لكي يفترض أنّ هذا الرأس كان محجوباً عن رعيّته مع إيمان الرعيّة به، وإمام أهل البيت(عليه السلام) كان مكشوفاً أمام الطائفة، وكانت الطائفة بكلّ طبقاتها تتفاعل معه مباشرة في مسائلها الدينيّة وفي قضاياها الروحيّة والأخلاقيّة، والإمام الجواد(عليه السلام)نفسه أصرّ على المأمون حينما استقدمه إلى بغداد في أن يسمح له بالرجوع إلى المدينة، وسمح له بذلك، «وقضى بقيّة عمره قبل إشخاصه في أواخر حياته إلى الخليفة في المدينة»(1).

إذن، فقد قضى الإمام الجواد(عليه السلام) أكثر عمره أو كلّ عمره وهو على المسرح، وهو مكشوف أمام المسلمين بمختلف طبقاتهم بما فيهم الشيعة، خصوصاً أنّ الإمام الجواد(عليه السلام) قد سلّطت عليه أضواء خاصّة من قبل الخليفة المأمون.

والثاني: أن يفترض أنّ المستوى العلميّ والفكريّ للطائفة وقتئذ كان يَعْبُر عليه هذا الموضوع، فكان بالإمكان أن تصدّق هذه الطائفة بإمامة طفل، وهو ليس بإمام.

وهذا أيضاً يكذّبه الواقع التأريخيّ لهذه الطائفة وما وصلت إليه من


(1) هذا المقطع خرّجه محقّق الكتاب من المستجاد من الإرشاد: 458 ـ 459، وتاج المواليد للطبرسي: 129 من المجموعة النفيسة.