المولفات

المؤلفات > الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع

104

وحاصله ما يلي:

قدّر الله تعالى أن يكون نفسُ وجود الإمام الجواد(عليه السلام) على خطّ حياة أهل البيت(عليه السلام) دليلاً وبرهاناً على صحّة العقيدة التي نؤمن بها نحن بالنسبة إلى أئمّة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام; لأنّ الظاهرة التي وجدت مع هذا الإمام ـ وهي ظاهرة تولّي الشخص للإمامة وهو بعدُ في سنّ الطفولة ـ تعني: تولّي زعامة الطائفة الشيعيّة روحيّاً ودينيّاً وعمليّاً وفكريّاً من قبل طفل من الأطفال.

وهذه الظاهرة التي ظهرت لأوّل مرّة في حياة الأئمّة في الإمام الجواد(عليه السلام) لو درسناها بحساب الاحتمالات لوجدنا أنّها وحدها كافية للاقتناع بحقّانيّة هذا الخطّ الذي كان يمثّله الإمام الجواد(عليه السلام); إذ كيف يمكن أن نفترض فرضاً آخر غير فرض الإمامة الواقعيّة في شخص من هذا النمط؟!

فالفرضيّات التي يمكن أن تفترض غير حقّانيّة الإمامة وأنّها من قبل الله تعالى لا تخلو عن عدد من الفروض، وكلّها باطلة:

الأوّل: أن يفترض أنّ الطائفة لم يتكشّف لديها بوضوح هذا الصبيّ.

وهذا باطل; لأنّ زعامة الإمام في أهل البيت(عليهم السلام) لم تكن زعامة محوّطة بالشرطة والجيش واُبّهة المُلك والسلطان الذي يحجب بين الزعيم ورعيّته، ولم تكن زعامة دعوة سرّيّة من قبيل الدعوات