المولفات

المؤلفات > الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع

102

ميثاق النبيّين، فكيف يمكن أن يبدّل ميثاقه؟! وكان الأنبياء(عليه السلام) لميشركوا طرفة عين، فكيف يبعث بالنبوّة من أشرك وكان أكثر أيّامه مع الشرك بالله، وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): نُبّئت وآدم بين الروح والجسد.

فقال يحيى بن أكثم: وقد روي أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) قال: ما احتبس الوحي عنّي قطّ إلّا ظننته قد نزل على آل الخطّاب.

فقال(عليه السلام): وهذا محال أيضاً; لأنّه لا يجوز أن يشكّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) في نبوّته، قال الله تعالى: ﴿اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَـلاَئِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاس...﴾(1)، فكيف يمكن أن تنتقل النبوّة ممّن اصطفاه الله تعالى إلى من أشرك به؟!

قال يحيى بن أكثم: روي أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) قال: لو نزل العذاب لما نجى منه إلّا عمر.

فقال(عليه السلام): وهذا محال أيضاً، إنّ الله تعالى يقول: ﴿وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾(2)، فأخبر سبحانه أن لا يعذّب أحداً مادام فيهم رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وماداموا يستغفرون الله تعالى».

وأخيراً أختم الحديث هنا ـ قبل انتقالنا إلى كلمة لاُستاذنا الشهيد


(1) سورة 22 الحجّ، الآية: 75.

(2) سورة 8 الأنفال، الآية: 33.