المولفات

المؤلفات > الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع

101

الشرك بالله، فمحال أن يشبّههما بهما.

قال يحيى: وقد روي أيضاً أنّهما سيّدا كهول أهل الجنّة، فما تقول فيه؟

فقال(عليه السلام): وهذا الخبر محال أيضاً; لأنّ أهل الجنّة كلّهم يكونون شباباً، ولا يكون فيهم كهل، وهذا الخبر وضعه بنو اُميّة لمضادّة الخبر الذي قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) في الحسن والحسين بأنّهما سيّدا شباب أهل الجنّة.

فقال يحيى بن أكثم: وروي أنّ عمر بن الخطّاب سراج أهل الجنّة.

فقال(عليه السلام): وهذا أيضاً محال; لأنّ في الجنّة ملائكة الله المقرّبين وآدم ومحمّد(صلى الله عليه وآله) وجميع الأنبياء والمرسلين، لا تضيئ بأنوارهم حتّى تُضيئ بنور عمر؟!

فقال يحيى: وقد روي أنّ السكينة تنطق على لسان عمر. فقال(عليه السلام): لست بمنكر فضائل عمر ولكن أبابكر أفضل من عمر، فقال على رأس المنبر: إنّ لي شيطاناً يعتريني فإذا ملتُ فسدّدوني.

فقال يحيى: قد روي أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) قال: لو لم اُبعث لبعث عمر.

فقال(عليه السلام): كتاب الله أصدق من هذا الحديث، يقول الله في كتابه: ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوح...﴾(1)، فقد أخذ الله


(1) سورة 33 الأحزاب، الآية: 7.