المولفات

المؤلفات > الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع

10

رسول الله(صلى الله عليه وآله)، واستمرّت إلى حياة الإمام الرابع من قادة أهل البيت(عليهم السلام).

أقول: وممّا يدلّ على أنّ صدمة الانحراف بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله)كادت أن تعصف بأصل تجربة الإسلام حتّى اسمه وشكله الظاهريّ تصريح خليفة المسلمين يزيد بن معاوية بعد نأي من الزمن بالكفر، فالانحراف عقيب وفاة الرسول مباشرةً وإن كان في واقع الأمر انحرافاً كاملاً ـ وبهذا صحّ ما يقال: من أنّه ارتدّ الناس بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) إلّا عدد قليل(1) ـ ولكن ظاهر الإسلام بقي محفوظاً، فكان يُرى أنّ ما


(1) راجع بحار الأنوار 22:352، الحديث 80 عن أبي بصير «قال: قلت لأبي عبدالله(عليه السلام): ارتدّ الناس إلّا ثلاثة: أبوذرّ وسلمان والمقداد؟ قال: فقال أبو عبدالله(عليه السلام): «فأين أبو ساسان وأبو عمرة الأنصاريّ».

وصفحة: 351، الحديث 76 عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر(عليه السلام): «قال: كان الناس أهل ردّة بعد النبيّ(صلى الله عليه وآله) سنة إلّا ثلاثة، فقلت: ومن الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود وأبوذرّ الغفاريّ وسلمان الفارسيّ، ثمّ عرف الناس بعد يسير، وقال: هؤلاء الذين دارت عليهم الرحى وأبوا أن يبايعوا، حتّى جاؤوا بأميرالمؤمنين(عليه السلام) مكرهاً فبايع، وذلك قول الله عزّ وجلّ: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ﴾». سورة 3 آل عمران، الآية: 144.