المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

91

بن يزيد الرياحي قال (عليه السلام): «هذه أرض الله واسعة، فدعوني أذهب وشأني»، أو ما يقارب هذه العبارة.

وفي هذه الكلمة ـ في أقلّ تقدير ـ أن يُترَك الإمام (عليه السلام) يختار حياة العزلة، ولكنّ جيش الحرّ رفض التخلّي عن أوامر السلطة الجائرة، فجعجعوا به إلى كربلاء(1).

وهناك أيضاً وضع أصحابه أمام الخيار، فلم يُرِدْ إقحامهم في معركة خاسرة من الناحية العسكريّة، لذا جمعهم ليلة العاشر من المحرّم ثمّ خطبهم وقال: «إنّ هذا الليل قد أرخى سدوله فاتّخذوه جملاً، ليس عليكم منّي ذمام»(2). ولقد رفض هؤلاء الأخيار هذا الطلب حينما قام زهير بن القين فقال: «ماذا نقول للعرب؟! ـ وفي رواية: لجدّك ـ أَيقتل ابن بنت رسول الله ونظلّ أحياء؟! لا والله! لا نفعل ذلك أبداً»، وقال غيره مثل قوله(3).



(1) المصدر السابق: 77.

(2) «ليس عليكم منّي ذمام، هذا ]الليل[ قد غشيكم، فاتّخذوه جملاً». تاريخ الاُمم والملوك (الطبري) 5:418 بحسب الطبعة الثانية لدار التراث ببيروت.

(3) القول لبني عقيل: «فما يقول الناس؟! يقولون إنّا تركنا شيخنا وسيّدنا وبني عمومتنا خير الأعمام ولم نرم معهم بسهم ولم نطعن معهم برمح ولم نضرب معهم بسيف، ولا ندري ما صنعوا! لا والله! لا نفعل، ولكن تفديك أنفسنا وأموالنا وأهلونا، ونقاتل معك حتّى نرد موردك، فقبح الله العيش بعدك»، ثمّ قال سعيد بن عبدالله الحنفي وزهير بن القين قريباً من مقالتهم. راجع: المصدر السابق: 419.