المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

89

للحكّام الاُمويّين الظَلَمَة، وسيطفئ بالتالي بصيصَ الأمل الذي ترصده الاُمّة في تلك الشخصيّة المعارضة، أعني شخصيّة الإمام.

وفي حالة رفضه فإنّه أمام خيارين:

أ ـ إمّا الموت الذي قرّره الاُمويّون له، ولو كان متعلِّقاً بأستار الكعبة.

ب ـ وإمّا الرحيل إلى إحدى المناطق التي يمتلك فيها شعبيّة وشيعة، ولا تتعدّى هذه المناطق: اليمن، الكوفة والبصرة. ومن المعلوم أنّ الطلب الاُموي سوف يلاحقه في هذه المناطق بلا فرق.

ومادامت الكوفة تحتوي أكثر القواعد الشعبيّة المؤيّدة له (عليه السلام)، بالإضافة إلى الطلب الشديد من قبل أهلها، فإنّ الخيار الصحيح لابدّ أن يكون بالرحيل إلى الكوفة عاصمة أبيه أميرالمؤمنين (عليه السلام).

ولهذا رفض الإمام (عليه السلام) إلحاح أخيه محمّد بن الحنفيّة وممانعته من الذهاب إلى الكوفة(1)، كما رفض طلب ابن عبّاس (رحمه الله) الذي أشار على الإمام (عليه السلام) بالذهاب إلى اليمن(2).



(1) المصدر السابق: 342.

(2) المصدر السابق: 383.