المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

87

والحسين (عليه السلام) يمتلك الجاه والشرف، كيف لا! وهو محطُّ أنظار المسلمين وكهف المستغيثين واللاجئين، ويمتلك الإمامُ المالَ والثروة.

أتذكرون يوم عاشوراء حينما خاطب (عليه السلام) اُخته الحوراء قائلاً: «ناوليني ملابس استبدل بها ملابسي هذه لئلاّ يطمع القوم فيها فيسلبونيها؟»، فلمّا أعطته ملابس رديئة بالية، قال لها مستنكراً: «أَوَيلبس ابن أبيك مثل هذا؟!»(1). فلو كان لباسه الأوّل عاديّاً لقبل تلك الخرق البالية، فلابدّ أن يكون لباسه في أوّل الأمر من أفخر الألبسة وأثمنها. والروايات تذكر أنّ القافلة الهاشميّة كانت محمّلة بالأموال الكثيرة(2)؛ فالحسين (عليه السلام) كان يمتلك كلّ المقوّمات الشخصيّة للقداسة: الشرف والجاه، الغنى والثروة والعصمة.



(1) لم نعثر عليه بهذه الصيغة. نعم، ورد أنّه (عليه السلام): «دعا بسراويل محقّقة يلمع فيها البصر، يماني محقّق، ففرزه ونكثه لكي لا يُسلَبَه، فقال له بعض أصحابه: لو لبست تحته تبّاناً. قال: ذلك ثوب مذلّة». تاريخ الاُمم والملوك (الطبري) 5:541 بحسب الطبعة الثانية لدار التراث ببيروت.

(2) قد يستفاد ذلك من حمل الإمام الحسين (عليه السلام) الورس والحلل في طريقه إلى العراق. المصدر السابق: 385.