المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

80

فكان لابدّ أن يباشر عمليّته على مسرح الأحداث حتّى يمكن لهذه العمليّة أن تنعكس على كلّ العالم الإسلامي، ويمكن لهذه العمليّة أن تؤثّر تربويّاً وروحيّاً وأخلاقيّاً ودينيّاً في كلّ العالم الإسلامي.

ولماذا يذهب إلى زاوية من الزوايا فيعيش هناك؟ لأجل أن يُنشئ مجتمعاً إسلاميّاً؟!

هذا هو الشيء الذي لم يكن بالإمكان على عهد أبيه (عليه السلام) في الكوفة، التي كان فيها عددٌ كبير من البقيّة الصالحة من الصحابة والتابعين، كانت الظروف الموضوعيّة لا تسمح بذلك في الكوفة لعليٍّ (عليه السلام)، فكيف تسمح بذلك للحسين (عليه السلام) في اليمن؟!

أو يذهب لليمن لكي يمدّد عمره برهة أطول؟!

مثل هذا لا يتّفق مع مقصوده (عليه السلام)، هو يريد أن يعيش على مسرح الأحداث لكي يستطيع بذلك أن يساهم في التغيير الذهني والروحي والنفسي للاُمّة الإسلاميّة.

الموقف الرابع: رفض المبايعة وهزّ ضمير الاُمّة بحيثيّات الخروج:

ولهذا كان لابدّ له (عليه السلام) أن يختار الموقف الرابع الذي استطاع به:

1 ـ أن يهزّ ضمير الاُمّة من ناحية.

2 ـ وأن يشعر الاُمّة ـ من ناحية اُخرى ـ بأهمّيّة الإسلام وكرامته،