المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

5

كلمة المكتب

لا يتأتّى للإنسان في طريقه الطويل المملوء بالمخاطر والمحفوف بالمخاوف، والذي يهدف من خلاله الوصول إلى الكمال الممكن له أن يجتاز هذا الطريق بمعزل عن هداية الوحي، فكان الأنبياء (عليهم السلام) قادة الاُمم، والكتب السماويّة بمثابة القوانين التي تأخذ بيد الإنسان لتوصله إلى الغاية المنشودة له، فلا يمكن تحقّق الحياة الاجتماعيّة للإنسان مجرّدة عن هداية عالم الغيب وتعاليم الوحي، لا في التقنين والتنفيذ، ولا في مجال ضمان العدالة الاجتماعيّة، فالأنبياء (عليهم السلام) يمثّلون حلقة الوصل بين عالمي الإنسانيّة والغيب، لذا سرعان ما واجه المجتمع البشريّ الأوّل هذه الحاجة بعد أن تعرّض إلى الإرهاصات الاُولى من المخاطر في حياته.

الحاجة إلى الوحي:

قال تعالى: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيَما اخْتَلَفُوا فِيه)(1).



(1) البقرة: 213.