المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

49

كلّ هذا كان يحاول فيه أن يطمس النظريّة ذاتها، لا أن يكون حاكماً فقط، بل أن يستلَّ من الاُمّة الإسلاميّة آخر أمل في أن ترتبط باُطروحة صحيحة عن الإسلام، في أن يجعلها تعيش الإسلام في هذا الثوب والبرقع الذي برقع به معاوية جاهليّته ورواسبه الجاهليّة.

هذا على مستوى النظريّة.

ب ـ عمل معاوية على تمييع الاُمّة الإسلاميّة:

وأمّا على مستوى الاُمّة فقد مارس معاوية ألواناً كثيرةً من الإذلال للاُمّة، وتمييع شخصيّتها، وإشاعة الضغائن والأحقاد القوميّة والإقليميّة والقَبَليّة في داخل العالم الإسلامي، فأشغلهذه الاُمّة.

هذه الاُمّة القائدة الرائدة التي من المفروض أن تحمل هموم البشريّة على وجه الأرض، قد أشغلها بأرخص الهموم وأتفه الهموم، وبأضيق النزاعات والخلافات في ما بينها؛ لكي يواصل حكمه، ولكي يعيش على النحو الذي يحلو له.

وإذا بابن الاُمّة الإسلاميّة الذي كان يزحف إلى طاغوت ككسرى ليقول له: «نحن لم نأتِ إليك طمعاً في غنمك ولا في دراهمك ولا