المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

29

أهل الجنّة الحسين بن عليّ وأهل بيته وصحبه البررة (عليهم السلام) في ملحمةعاشوراء الخالدة على أرض كربلاء المقدّسة، ودورهم في تحصين الرسالة من الضياع، والاُمّة من الاُفول والزوال، تاركين شرح وتوضيح ما اضطلع به باقي أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) من أدوار على نفس الصعيد إلى مضانّها من الكتب التي بحثت ذلك مكتفين بالإشارة المختصرة في كتابنا الحاضر.

فلو أنّ اُمّة ورسالة تعرّضت لما تعرّض له الإسلام ومصالحه واُمّته في عصره الأوّل لما بقي من معالمها شيء، ولحرّفت كما حرّفت الديانات السابقة وتلاشت في متاهات الانحرافات والرؤى، فإنّ الاُمّة عندما تفقد مقدّساتها تخمد، ولن تصارع ولا تكافح من أجل دينها ومبادئها، وتصبح عرضة لأطماع الطامعين ومؤامرات المتربّصين.

فالحسين السبط (عليه السلام) بملحمته الخالدة وبدمه الطاهر وتضحيته الفريدة بنفسه الزكيّة والخيرة من أهل بيته وصحبه أدام للرسالة حياتها وللاُمّة وعيها ويقظة ضميرها وهيجان عاطفتها وتحسّس وجدانها تجاه رسالتها ومقوّمات وجودها، لذا كان الهدف المطلوب من وراء إعداد هذا الكتاب هو بيان معالم وأهداف هذه النهضة المباركة والملحمة الخالدة التي سطّرها سيّد شباب أهل الجنّة (عليه السلام).

أجل كان ما سطّره (عليه السلام) في نهضته الخالدة هو الهدف النهائيّ من هذا الكتاب لما انتهى إليه بحركته الربّانيّة ومشروعه التضحويّ