المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

27

أبي وقّاص، فدسّ إليهما سمّـاً فماتا منه»(1).

مواجهة للانتكاسة:

إذاً كيف تأتّى للاُمّة هذه أن تنجو من الاُفول والزوال، وأن تصان الرسالة عن الانحراف والضياع، بعد أن انقلبت على أعقابها بعد وفاة الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) ؟

مَن تمكّن أن يضع الاُمّة على مسارها السليم ويحفظها من أن تفترسها سنن التاريخ؟

ذلك هو الحسين السبط الشهيد (عليه السلام) صاحب تلك المهمّة الإلهيّة الكبرى والرسالة التاريخيّة العظمى التي لولاها لضلّت الاُمّة سبيل الرشاد، ولاستحقّت التيه والضياع. فلولاه وهو (بَقِيَّة يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْض) واُمّة تصدّت لإصلاح ما فسد رافعة شعار: «إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مُفسداً ولا ظالماً، وإنّما خرجتُ أطلب الإصلاح في اُمّة جدّي محمّد (صلى الله عليه وآله) ، اُريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر»(2)



(1) المصدر السابق: 49.

(2) مكاتيب الأئمّة (عليهم السلام) لعلي أحمدي ميانجي 3:114 بحسب طبعة دار الحديث بقم.

وهذا المقطع بعض ما كتبه الحسين (عليه السلام) في وصيّته إلى أخيه محمّد بن عليّ المعروف بابن الحنفيّة عندما أراد الخروج إلى كربلاء.