المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

23

من شواهد الانتكاسة:

أوّلاً: خليفة المسلمين يلعن في قنوت الصلاة رجلاً أذهب محكم التنزيل عنه الرجس، وباهل به النبيّ (صلى الله عليه وآله) بأمر ربّه، ممّن فرض الله مودّتهم وأوجب الرسول ولايتهم، وهم أحد الثقلين اللذين لا يضلّ من تمسّك بهما، ولا يهتدي إلى الله من ضلّ عنهما، ألا وهو أمير المؤمنين أخو الرسول ووليّه، ومن شهد الرسول بأنّه يحبّ الله ورسوله، وأنّه منه بمنزلة هارون من موسى.

بل أمر بلعن أمير المؤمنين (عليه السلام) في كلّ كورة، وترك ذلك سنّةً إلى سنة (99) فأزالها عمر بن عبد العزيز، وكان الحسن (عليه السلام) قد شرط على معاوية إذا اصطلحا شروطاً منها أن لا يشتم أباه، فلم يجبه إلى هذه وأجابه إلى ما سواها، فطلب الحسن أن لا يشتم عليّاً وهو يسمع، قال ابن الأثير وابن جرير وأبو الفداء وابن الشحنة وكلّ من ذكر صلح معاوية والحسن: فأجابه إلى ذلك ثمّ لم يفِ له به، بل شتم عليّاً والحسن على منبر الكوفة، فقام الحسين ليردّ عليه فأجلسه الحسن (عليهما السلام)، ثمّ قام هو ففضح معاوية. وهذه القضيّة ذكرها أبو الفرج الإصفهانيّ في مقاتل الطالبيّين وكثير من أهل السير والأخبار(1).



(1) انظر: الفصول المهمّة في تأليف الاُمّة للسيّد شرف الدين الموسويّ: 138 ـ 139.