المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

19

رسول الله (صلى الله عليه وآله) يهيب بالمسلمين أن يخرجوا إلى اُحد، فترك عروسه، فشغله الصوت عن كلّ شيء، وأعجلته الاستجابة السريعة حتّى عن الاغتسال، والتحق حنظلة برسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلمّا حضر القتال نظر حنظلة إلى أبي سفيان على فرس يجول بين العسكرين، فحمل عليه فضرب عرقوب فرسه فقطعه، ووقع أبو سفيان إلى الأرض يصيح: يا معشر قريش أنا أبو سفيان بن حرب وهذا حنظلة يريد قتلي، وعدا أبو سفيان ومرّ حنظلة في طلبه، فعرض له رجل من المشركين فطعنه، فمشى إلى المشرك في طعنه فضربه فقتله، وسقط حنظلة إلى الأرض بين حمزة وعمرو بن الجموح وعبدالله بن حزام وجماعة من الأنصار، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : رأيت الملائكة يغسّلون حنظلة بين السماء والأرض بماء المزن في صحائف من ذهب، فكان يسمّى غسيل الملائكة(1).

ومنها: أسماء بنت يزيد الأنصاريّة (رضي الله عنها) من بني عبد الأشهل، فقد روى أبوبكر أحمد بن الحسين البيهقيّ عن مسلم بن عبيد عنها أنّها أتت النبيّ (صلى الله عليه وآله) وهو بين أصحابه، فقالت: بأبي أنت واُمّي يا رسول الله، أنا وافدة النساء إليك وأعلم ـ نفسي لك الفداء ـ أنّه ما من امرأة كانت في شرق ولا غرب سمعت بمخرجي هذا أو لم



(1) تفسير القمّيّ لعليّ بن إبراهيم القمّيّ 1:118 بحسب طبعة دار الكتاب بقم المقدّسة.